الجمعة 08 نوفمبر 2024

طائر السنونو

موقع أيام نيوز

مع اقتراب موعد عرس أخي الأصغر ، اشتدّت التحضيرات في بيتنا على قدم و ساق و طالت كل الأمور و من بين التحضيرات أننا كنا ندهن البيت بحيث عندما وصل عامل الطلاء إلى إحدى أركان البيت وجد عشًا لزوجي سنونو كانا قد بنياه منذ أربع سنوات فقرّر هدمه لكن أمي رفضت و قالت له : دعه وشأنه ففي كل موسم الربيع اعتادا أن يأتيا صاحباه إليه ، لكنّه غافل الكل و هدمه غير مبال بكلام أمي ، بحجة أن الطيور تجلب الأمراض و الأوبئة .
حلّ الربيع و جاء زوجا السنونو وتفقدا المكان بحثا عن عشهما فلم يجدا شيئا و قد تغير جذريا و طلي باللون البنفسجي ومسحت آثار حبهما العفيف عن بكرة أبيها ، لكن حدث ما لم يكن بالحسبان أتى جيش من السنونو و بدأوا يحملون الطين والوحل من حديقتنا بمناقيرهم بوتيرة سريعة جدا و بني العش في ظرف قياسي جدا و أعيد لسابق عهده كأنه لم يتعرض للهدم و وضعت الأنثى بيضها على عجل ،وفي المقابل أقمنا نحن العرس و امتلأت قلوبنا بالفرحة حتى التخمة لكن تخيّلوا أن يوم دخلة أخي بعروسه فقصت البيوض و سمعنا زقزقة الفراخ في العش و نحن ننثر الحلوى والمكسرات فوق رأس العروس هههه ، يبدو أن العرسان كانوا في تنافس شديد و شريف لدرجة أن زوجا السنونو سبقا أخي و عروسه في الإنجاب.

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.

تعاون زوجا السنون على إعالة صغارهم حتى كبروا و درّبوهم على الطيران  رغم تربصات القطط الخبيثة بهم و بصغارهم ورحلوا إلى وجهة غير معلومة ومنذ ذلك اليوم لم نر لهما أثرا في كل مواسم الربيع التي تلت.

لكن ما علق بذهني أن زوجي السنونو قد أخذا  فكرة غير طيبة عنّا نحن البشر لأنهما لم يرجعا ولو من باب الحنين والذكرى، حيث طويا صفحة الخذلان إلى الأبد و ما ترميم عشّهما  إلا غاية ملحّة إقتضاها الضيق و الظرف القاسې أمّا ما استوطن قلبيهما الصغيرين كان شعورا بخيبة مريرة طعمها لا يستساغ.

تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.

إننا نحن البشر أنانيون جدا ، لا تكفينا كل أرض الله ولو رحبت ، نهدم بيتا بمساحة شبر فقط من أجل رفاهية عيوننا ...
نلهث وراء السعادة و نحضّر لها مسبقا لتسعد نفوسنا ولو على حساب سعادة الآخرين ...لا يهمنا الأمر ولا يلامس جوارحنا مادام هذا الأمر  لا يعنينا...
كم نحن قاسېون لا سامحنا الله،  تغطرسنا على هذا الكوكب وقد استخلفنا الله فيه لكننا لم نتحلّ بصفات الخلفاء العادلين ، كم نحن ظالمون لمّا  لم نتّبع سبيل العدل والقسطاس و الفطرة النقية ،لم نستثمر في إنسانيتنا بل حوّلناها إلى وقف لا سبيل للتصرف فيه و جعلنا الحياة  حكرا علينا تخصّنا وحدنا و حرّمناها على بعضنا البعض وهي هبة من الله إلى مخلوقاته إلى أجل غير معلوم....حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

يا زوج السنونو فلتغفرا لنا قساوة قلوبنا 
لأنها أصبحت قلوبا عمياء لا تبصر.